كن مع الله ولا تبالى
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك
كن مع الله ولا تبالى
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك
كن مع الله ولا تبالى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اهلا وسهلا بكـ , لديك: 3 مساهمة .
آخر زيارة لك كانت في : الخميس 1 يناير .
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
https://i.servimg.com/u/f57/14/13/54/10/ououo_10.jpg

 

 كيف ننمى تذوق الطفل للغة العربية ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو محمود
مدير المنتدى
مدير المنتدى
أبو محمود


عدد المساهمات : 4454
18/07/2009
العمر : 55

كيف ننمى تذوق الطفل للغة العربية ؟ Empty
مُساهمةموضوع: كيف ننمى تذوق الطفل للغة العربية ؟   كيف ننمى تذوق الطفل للغة العربية ؟ Emptyالخميس 18 مارس - 16:57

كيف ننمى تذوق الطفل للغة العربية ؟ Salam

كيف ننمّي تذوّقَ الطفل

للغة العربيـة الفصيحـة

وقدرتَه على استخدامها


اللغة العربية الفصحى محبّبة للنفس ، سهلة على
التقبّل ، ميسّرة للتذوُّق والتعلُّم والاستخدام . إلا أن واقعنا اليوم وما
يمرّ به المسلمون من ضعف وهوان ، ومع امتداد اللغات الأجنبية واللغة
العامية في معظم المجتمعات الإسلامية ، جعل صعوبات أمام الطفل والشباب ،
أمام أبناء المسلمين بصفة عامة ، في تذوقهم أو دراستهم للغة العربية .

إن كلّ لغة تحتاج من أجل تعلُّم أبنائها لها إِلى بيئة يتلقّي الطفل
فيها لغته منذ صغره ، منذ طفولته . هذه البيئة المطلوبة غير متوافرة في
واقعنا اليوم بالنسبة للغة العربية ، يضاف إلى ذلك أن من بين أبنائنا من
تخلى عن اللغة العربية مدّعياً صعوبتها ادعاءً لا يقوم على أساس .

ملايين من المسلمين في الأرض لا يعرفون اللغة العربية ، أصبحت لغتهم
الرسمية لغة أخرى غير العربية . مما يوجد صعوبة كبيرة في نشر اللغة
العربية . يضاف إلى ذلك وجود قوى شديدة تحارب الإسلام ولغته بين المسلمين ،
وقامت دعوات كثيرة للتخلّي عن العربية ، أو لتغيير حروفها ، أو لتغيير
حركاتها . قوى كثيرة تعمل مزوّدة بالعدة والعلم والنهج .

في هذا الجو نريد أن ننشر اللغة العربيّة ونحبّبها إلى المسلمين
جميعاً ، وخاصة إلى أطفال المسلمين ، أمام تحدّيات كثيرة جداً .

ولكن الذي يسهّل الأمر أن هذه اللغة هي لغة القرآن ، لغة الذكر الذي
تعهد الله بحفظه :

( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ
وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) [ الحجر :9]


ومما يسهل الأمر كذلك ارتباط هذه اللغة العظيمة بالإيمان ، بالإسلام
، والقلوب المؤمنة مازالت تخفق بإيمانها وإن كانت ألسنتها عجمت . ومازال
هناك مؤمنون يعملون ويجاهدون .

ولكن لا بدَّ أن تلتقي الجهـود على هذا الأمر وعلى غيره من قضايا
الإسلام ، بدلاً من أن يظل كلٌّ يعمل بمفرده ، فتتناثر الجهود ويضعف أثرها .

وكذلك يجب أن يأخذ العملُ صورة الخطة والنهج حتى يتضاعف أثره وعطاؤه
، وأن يكون النهج بصورته العامة واحداً لدى الجميع . ولا نستطيع هنا في
هذه العجالة إلا أن نُعْطِي ملامح عامة ، حتى تتم الدراسات المفصّلة .

إن تذوّق الطفل للغة العربية الفصيحة
وقدرته على استخدامها يعتمد على عوامل رئيسة يمكن إيجازها بما يلي :


المربي وقدرته وما يحمل من خصائص تفيد
في هذا الهدف ، ومدى التزامه باستخدام اللغة العربية الفصيحة ، أو
المؤسسات وأمثالها .

البيئة ومدى توفيرها للجو الصالح وعدم
إثارتها عقبات .

طبيعة اللغة العربية وخصائصها التي
يمكن الاستفادة منها لهذه الغاية .

الطفل طبيعته وخصائصه التي يمكن
الاستفادة منها في هذا السبيل .

أما المربي فلا بدَّ أن يكـون هو نفسه ملتزماً باستخدام اللغة
العربية الصحيحة ، ويملك القدرة على التوجيه والتربية والبناء ، أو أن يكون
نال تدريبات وافية على هذه المهمة .

والبيئة هي العامل المؤثِّر بصورة مباشرة وغير مباشرة على تنمية هذا
التذوق للغة العربية وعلى استخدامها . والبيئة قد تكون عائقاً أمام هذا
الهدف ، حين تغزوها اللغات العامية وتسود فيها ، أو اللغات الأجنبية .
ونقصد بالبيئة : البيت والأسرة ، والمدرسة والمربّين ، والمجتمع ومؤسساته
الثقافية والإعلامية والتربوية .

ولقد كان بعض الخلفاء المسلمين ، وبخاصة في العصر الأموي ، يرسلون
أولادهم إِلى أجواء القبائل العربية حيث تكون اللغة أصفى ، ويبقون فيها مدة
يتلقون اللغة تلقّيا نقيّاً حتى تصبح طبيعة لهم . ذلك لأنهم أدركوا دور
البيئة في الترغيب باللغة وتعلمها . فلا بُدَّ من توفير البيئة الصالحة
لتنمية تذوّق الطفل للغة العربية الفصحى ، ولا بد من توفير التعليم مع
الرعاية والتوجيه .

البيت والأسرة هو الحضن الأول للطفل ، سواءً أكان ذلك في مرحلة
الحمل أَم الولادة أَم في سائر مراحل نمو الطفل التي سنأتي على ذكرها .
ويتحمل الوالدان أكبر مسؤولية في تربية الطفل وتعهّده ونشأته . وبذلك جاء
حديث الرسول r :

فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول r قال : " ما من مولود إلا يولد على الفطرة وأبواه يهوّدانه أو
ينصرانه أو يمجسانه ، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون منها من
جدعاء " [ رواه الشيخان وأبو داود ]([1])


فنستفيد من هذا الحديث الشريف عدة فوائد رئيسة : مسؤولية الوالدين ،
الفطرة التي فطر الله الناس جميعاً عليها ، وأهمية دورها في التربية
والبناء ، وما أودع الله فيها من قدرات وغرائز . ولنتدبر قوله سبحانه
وتعالى :

( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ
اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ
ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ .
مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا
مِنَ الْمُشْرِكِينَ . مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا
شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ
)
[ الروم :30ـ32]

فالفطرة تكون في الطفل المولود سليمة غنية بما أودع الله فيها من
قدرات تأخذ بالنمو على سنن ربانية ، وأهم هذه القدرات : قوة التفكير ،
العاطفة ، الغرائز المختلفة ، وقبل ذلك كله الإيمان والتوحيد كأنه النبع
الذي يروي جميع القوى والغرائز في الفطرة لتؤدِّي كل قوة أو غريزة دورها
الذي خُلِقَتْ له ، ما دامت الفطرة سليمة لم تنحرف ولم تلوّث ولم تفسد .

وسلامة الفطرة وحمايتها من الانحراف أو التلوث أو الفساد هي الحق
الأول للإنسان ، الحق الذي أهملته جميع المؤسسات الدولية أو القطرية لحقوق
الإنسان .

وفي جو الأسرة بين الوالدين وسائر أفراد الأسرة يتلقَّى الطفل أَول
غذاء لفطرته وقدراته . وأول حاسة تنشط عند الطفل هي حاسة السمع . إنها تنشط
فيه وهو جنين في بطن أمه ، ويتأثر بكل ما يدخل سمعه في هذا الجو . ولذلك
كان من معجزات الرسول r أن نبَّهَنا إلى أهمية حاسة السمع ، وذلك بالتوصية
بالأذان في أذن المولود اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى :

فعن الحسين بن علي رضي الله عنهما عن الرسول r قال : من ولد له ولد فأذّن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه
اليسرى لم تضره أم الصبيان
" ([2]) وأم الصبيان هي التابعة من الجن .
فالصوت يؤثر في المولود ولو كان لا يعي معنى الكلام .

وعند الموت كان أمر الرسول r أن يُلقّن المحتضر لا إله إلا الله .
فعن أبي سعيد وأبي هريرة وعائشة رضي الله عنهم وعن الرسول r قال : " لقّنوا موتاكم : لا إله إلا الله " [ رواه
أحمد ومسلم وابن ماجه والنسائي ]([3]) وفي حياة المؤمن تظل الشهادتان
تتردّدان على لسانه وفي قلبه . فهي السمة الأولى التي تظل ترافق المسلم منذ
ولادته حتى وفاته ، مادام مسلماً مؤمناً .

فحاسة السمع ونشاطها يمكن الاستفادة منها في ترغيب الطفل باللغة
العربية وبتغذية الإيمان في قلبه . فالصوت يترك أثره في الجنين وفي الطفل
بطريقة ربّانية لا يدركها العلم حتى اليوم .

تقول د. آريان آيزينبرغ وزميلتاها في
كتابهنّ : " ماذا تتوقع عندما تنتظر الجنين "
، إن حاسة السمع عند الجنين تكون قد تطورت تطوراً كبيراً مع نهاية المرحلة
الثانية من الحمل أو بداية المرحلة الثالثة . فيصبح أن الأجنّة يسمعون ما
يدور من أحاديث أو قراءات في البيت ، أو عند الأصدقاء . ويعتقد بعض
الباحثين المختصين في هذا العلم أنه يمكن إثارة الجنين قبل ولادته ليكون
مولوداً متميزاً " .

فالبيت والأسرة هما الحضن الأول للطفل ، للإنسان ، وما يناله في هذه
المرحلة المبكرة يكون أَثبت في القلب مما قد يناله في سنوات متأخرة من
عمره . وصدق المثل القائل : " العلم في الصغر كالنقش في الحجر " ! فلا بد
من الحرص على توفير الجو الصالح في البيت والأسرة . وإنها مسؤولية الأمة
كلها والعلماء والدعاة والدولة عن العمل لبناء هذا الجو الإيماني في الأسرة
المسلمة . ومن هذا الجو يتوافر كثير من العوامل التي تعين على بناء تذوق
الطفل للغة العربية الفصيحة وتنميتها ، وتنمية قدرته على استخدامها .

والمدرسة جزء رئيس من البيئة كذلك ، حيث تتواصل عملية البناء للطفل
بين البيت والمعهد . فتكون مسؤولية المربين في المدارس أن يتقنوا التحدّث
بالفصحى ليتكونّ الجو المناسب الذي يرعى ويربى في الطفل تذوقه للفصحى
واستخدامه لها .

ثم يأَتي المسجد حيث يغلب أن لا يسمع المسلم في المسجد إلا الفصحى ،
سواءً أكان ذلك بالقرآن الكريم أم الدروس التي تعطى فيه ، أم خطبة الجمعة
أم غيرها من الأنشطة الإيمانية ، وبذلك يرتبط البيت والمعهد والمسجد برباط
قوي بحيث تتعاون هذه المراكز الثلاثة فيما بينها على تحقيق الهدف .

وتمتد ميادين البيئة بعد ذلك إلى ما يشاهده الطفل على التلفاز وسائر
وسائل الإعلام ، وما يسمعه من أقربائه وزملائه في حياتهم العامة .

ولكن هذه الميادين : البيت ، المدرسة ، المسجد ، المجتمع ، تكون
كلها مسؤولية أُمَّةٍ واحدة ، تحمل رسالة واحدة ، رسالة الإسلام ، وتجاهد
من أجله ، فيصبح غذاء الطفل في جميع مراحل نموِّه غذاء صالحاً ، بالفصحى
والإيمان والخلق وغير ذلك . وفي هذه الميادين كلها ، يكون هنالك المربي
المسؤول .

ونودّ أن نشير هنا إلى قضية رئيسة ذلك أن المسؤولية لا تقف عند حدود
المسؤولية المادية الدنيوية ، ولكنها مسؤولية ممتدة حتى الدار الآخرة ،
بين يدي الله سبحانه وتعالى ، حين يحاسب كل إنسان عن عمله ونيته .

والعامل الآخر الذي يساعد على تنمية التذوق للفصحى هو طبيعة اللغة
العربية نفسها ، وعظمة خصائصها ، وأعتقد أن اللغة العربية وكذلك سائر
اللغات انبثقت في أول مراحل تكوينها من لغـة آدم عليه السلام ، اللغة التي
علمه الله إياها :

( وَعَلَّمَ آدَمَ
الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا .... )
[ البقرة :31]

وخاطب الله آدم عليه السلام باللغة التي علّمه إياها ، وخاطب آدم
عليه السلام ربـه بهذه اللغة . ثم تعلَّمها أولاده الذين تفرّقوا في الأرض
باتجاهات مختلفة ، ومع كل اتجاه أخذت اللغة تنمو وتتطور في تاريخ طويل حتى
أخذت الصـورة التي نجد اللغة عليها اليوم ، لغات مختلفة ، كان اختلافها آية
من آيات الله :

( وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ
لِلْعَالِمِينَ )

[ الروم :22]

فهذه اللغات آية من آيات الله ونعمة من نعمه . فبها يتم التخاطب
وتتعارف الشعوب ، وتقضى الحاجات . وللغة بصورة عامة أثرها الكبير في عملية
التفكير لدى الإنسان ، حتى إن بعض العلماء المختصين ، اعتبروا اللغة هي
التفكير ، وبعضهم اعتبرها وعاء التفكير . ويزداد أثر اللغة في التفكير كلما
كانت اللغة أغنى وأقوى و أكثر نمُوّاً .

وكان من فضل الله كذلك على الإنسان أن علمه البيان كما علمه القرآن :

( الرَّحْمَنُ . عَلَّمَ الْقُرْآنَ . خَلَقَ
الْأِنْسَانَ . عَلَّمَهُ الْبَيَانَ )
[ الرحمن :1ـ4 ]

وإذا كان لكل لغة نعرفها اليوم تاريخ خاص تطورت من خلاله ، فللغة
العربية تاريخ خاص متميز . فإذا قلنا إن أول أمرها كان مثل سائر اللغات
انبثقت من لغة آدم عليه السلام . ثم تطورت حتى أصبحت اللغة العربية الفصحى
على لسان إسماعيل عليه السلام :

فعن عليٍّ بن أبي طالب رضي الله عنه عن الرسول r قال : " أول من فُتِق لسانه بالعربية المبيَّنة إسماعيل وهو
ابن أربع عشرة سنة
" .

[ الشيرازي في الألقاب ]([4])

ولقد كشفت الآثار أن لغة النبي صالح عليه السلام قريبة جداً من
اللغة العربية الفصحى في حروفها وقواعدها ، مما يوحي أن اللغة العربية في
كلّ مرحلة من مراحل نموّها كانت لغة نبيّ من الأنبياء ولغة الرسالة
الربانية . وكأنها لغة النبوة في مسارها الطويل ، حتى إذا اكتمل نضجها نزل
بها الوحي الكريم قرآناً عربياً غير ذي عوج . فزادت بركتها وزاد فضلها ،
وأصبحت بميزان الإسلام والإيمان اللغة المتميزة بخصائص كثيرة من حيث الجمال
، والجرس ، والبيان ، والفصاحة ، وحتى ميَّزها الله في كتابه الكريم وأثنى
عليها .

( كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً
عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
) [ فصلت :3]

وآيات أخرى كثيرة في كتاب الله كشفت عظمة هذه اللغة التي اختارها
الله سبحانه وتعالى وفضلها على لغات العالم كله . فتصبح هذه اللغة العربية
منذ نشأتها قديماً وحتى اليوم لغة النبوّة الممتدة في التاريخ مع كل مرحلة
من مراحل نموها ، على الشكل الذي كانت عليه في كل مرحلة .

ولما فرض الله ورسوله طلب العلم وبخاصة من القرآن الكريم بلغته
العربية الفصيحة أصبحت لغةُ القرآن الكريم ، لغةَ الإسلام ، لغةَ الرسالة
الخاتمة التي جاءت للعالمين ، للناس كافة :

( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا
رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )
[ الأنبياء :107]

( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ
بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ
)

[ سبأ:28]

فهي أصبحت بذلك لغة كلّ مسلم آمن بالله واليوم الآخر ، وهي بذلك لغة الفطرة
التي فطر الله الناس عليها . فهي رحمة من الله ،وهي بذلك كله لغة الإنسان
تمتد مع امتداد الدعوة والبلاغ . وبذلك يكون تقبّلها وتذوّقها سهلاً عند
الطفل الذي سلمت فطرته . وهذه خاصة رئيسة لتساعد على تنمية تذوق الفصحى عند
الطفل في جميع مراحل نموه .

فلم تعد اللغة العربية لغة قوم محدودين ، ولكنها أصبحت لغة الرسالة
الممتدة للبشرية كلها .

وإذا استعرضنا جميع الآيات الكريمة التي تحدَّثَتْ عن القرآن الكريم
ولغته العربية ، لوجدنا أن اللغة العربية من خلال كتاب الله قد ارتبطت
بميادين الحياة المختلفة ، مما جعلها ميسّرة في كل ميدان : فهي مرتبطة
أولاً بالقرآن الكريم ووجوب تدبره ، بالتشريع والأحكام ، بالإيمان والتوحيد
، بالتقوى ، بالدعوة والبلاغ ، بالتذكير ، بالبشرى ، بالنذر ، بالعقل
بالتفكير ، وبكل مثل ضربه الله سبحانه وتعالى للناس في كتابه الكريم :

(وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ
مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ . قُرْآناً عَرَبِيّاً
غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
)
[ الزمر : 28،27 ]

فحتى ننمِّي عند الطفل تذوّق اللغة العربية يجب أن ننمِّي معها
خصائص الإيمان والتوحيد ، ونحمي فطرته ونغذِّي الطفل بلغة القرآن ، فذلك
كله يُنمي تذوقه للغة العربية الفصيحة ، وينمّي قدرته على استخدامها ،
وينمي إيمانه ، ويوفّر الحوافز الإيمانية لدى المسلم .

وعندما انطلق المسلمون بفتوحاتهم ، أصبحت اللغة العربية لغة هذه
الشعوب كلها ، وتقبلوها بيسر وسهولة مع تقبّل الإسلام والإيمان . وأصبح من
أبناء هذه الشعوب علماء في اللغة العربية وأدباء وشعراء .

ولقد تحدّث عن عظمة اللغة العربية كثيرون من المسلمين ومن غير
المسلمين ، حديث قناعة ، وحجّةٍ وبيان .

وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : " تعلّموا العربية فإنها تُثَبِّتُ العقل وتزيد المروءة "
([5]) وهذا نابع من ارتباطها بالفطرة والإيمان ، ومن فضل الله على الناس
وعلى اللغة العربية . وقال عمـر بن الخطاب أيضاً : " تعلّموا النحو كما
تتعلمون السنن والفرائض "([6]) وقال " تعلموا إِعراب القرآن كما تعلمون
حفظه " ([7]) . وكأنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه رسم نهجاً ووضع خطة
لتعلُّم العربية وترغيبها إلى النفوس .

ومرّ عمر بن الخطاب على قومٍ يسيئون الرمي فقرّعهم . فقالوا : إنا
قوم متعلمين . فأعرض مغضباً وقال : لخطؤكم في لسانكم أشدُّ عليَّ من خطئِكم
في رميكم . سمعت رسول الله r يقول : رحم الله امرءاً أصلح من لسانه " !
ولحن رجل أمام رسول الله r فقال : " علّموا أخاكم " .

ورويَ أن أبا عمرو بن العلاء كان يقـول :
" لعلمُ العربيّـة هو الدين بعينه " ([8])

وهذه الخصائص كلها تسهل تنمية تذوق الفصحى عند الأطفال والشباب وأبناء
الأمة المسلمة جميعاً .

ومن الضروري أن نشير هنا إِلى أنه لا يحسن أن نعالج قضية تذوق الطفل
للفصحى كقضية مستقلة معزولة . كلا ! إنها جزء لا يتجزّأ من رسالة الإسلام
الخاتمة ودعوته التي يجب أن تمضي في الأرض إلى الناس كافة . فمن الأهداف
الربانية الأولى هي تبليغ دعوة الله إلى الناس كافة كما أنزلت على محمد r
وتعهّدهم عليها ، لتحقّق بذلك جوهر العبادة وغاية الأمانة وحقيقة الخلافة
وضرورة عمارة الأرض بحضارة الإيمان .

فقضية اللغة العربية قضية مرتبطة بالإسلام وبأمة الإسلام ، وبمدى
قوتها وتشاطها وامتدادها .

وفي جميع هذه الحالات لا بد من توافر الطاقة القادرة على تحفيز هذه
المهمة والقيام بها . وتُطْلَقُ على هذه الطاقة بصفة عامة كلمة : " المربي "
! الذي يكون حيناً الوالدين ، وحيناً آخر الأساتذة المدرسين ، وحينا آخر
المؤسسات المتخصصة من ناحية والمؤسسات العامة من ناحية أخرى ، إذ يجب على
الجميع تبني موضوع اللغة العربية ونشرها وحمايتها وتغذية الأطفال بها ،
وتنمية تذوقها لدى الأطفال والشباب ولدى الأمة كلها .

وهذه الجهود يجب أن تلتقي كلها في نهج جامع وخطة متكاملة ، يحمل ذلك
كله الوسائل والأساليب وصدق النيّة وإخلاصها لله سبحانه وتعالى .

والخطوة الأولى هي توفير البيئة الصالحة التي توفّر الفرصة لتحقيق
هذا الهدف الكريم . البيئة في البيت والمدرسة والمسجد ، ثم توفير الطاقات
المؤمنة المدرّبة القادرة على حسن العطاء والتربية والبناء ، والأرحام
والأصدقاء جزء من البيئة التي يجب الحرص على حسن توفيرها .

ثم تبدأ الاستفادة من خصائص الطفل وخاصة حاسة السمع كما ذكرنا ،
والاستفادة قدر المستطاع من مرحلة الجنين والولادة والطفولة الأولى .

وتبذل الجهود المنهجيّة للاستفادة من خصائص اللغة العربية كما ذكرنا
سابقاً ، وتسخيرها من أجل هذا الهدف في جميع مراحل الطفولة .

ويجب غرس الإيمان والتوحيد كخطوة رئيسة في بناء الطفولة ، من مرحلة
الجنين والولادة وسائر المراحل ، حتى يوفّر هذا العامل الحافز القوي لتذوق
العربية الفصحى ودراستها واستخدامها .

كما يجب توفير البرامج والمناهج والوسائل المحدّدة لكل مرحلة من
مراحل الطفولة وأول هذه البرامج توفير الفرصة لسَماع القرآن الكريم يُتلى ،
وسماع بعض الأحاديث النبوية ، وسماع قاعدة بسيطة من قواعد النحو ، ثلاثة
أشياء تظل متماسكة : القرآن الكريم ، الأحاديث النبوية الشريفة ، اللغة
العربية . ثم ينمو هذا المنهج مع مراحل نمو الطفل حتى يشمل التلاوة اليومية
للقرآن الكريم يقوم بها الطفل نفسه على حسب مرحلة نموه ، ثم الحفظ المنهجي
للقرآن الكريم ومراجعتِه وتعهّده ، وحفظ أو دراسة حديث شريف ، ويعلّم
قاعدة مبسطة من قواعد النحو بأسلوب سهل مشوق . لتصبح التلاوة اليومية
والحفظ والتعهد والحديث الشريف وقواعد النحو منهجاً ثابتاً في حياة المسلم
صحبة عمر وحياة ، لا تتوقف حتى يلقى المسلم ربّه .

وفي مرحلة مناسبة تُختار القصائد من الشعر السهل القوي ، ليُدرس
بعضها ويُحفظ بعضها على منهج محدد وخطة مدروسة .

وفي مرحلة أخرى ، يُعطى الطفل فرصة التحدّث بالعربية الفصحى بموضوع
يختاره هو أو يُختار له ، ويُتجاوَز في المراحل الأولى عن بعض الأخطاء ،
ويُعالج بعضها الآخر ، ويدور حوار بالعربية الفصحى بين المربي والطفل .
وتكون هذه الخطوة يومية لمدة ساعة أو ساعتين حسب قدرة الطفل ، وحسب الخطة
الموضوعة . ويستفاد في هذه المراحل من خصائص الطفولة وأهمها الفطرة وما
أودع الله فيها من قدرات ومواهب ورغبات .

وفي مرحلة مناسبة ، تصاغ مسرحيّات قصيرة بالعربية الفصحى ، يقوم بها
الأطفال أنفسهم بعد أن يدرّبوا عليها . كما يمكن أن تنظم حفلات موسمية
يتحدّث فيها الأطفال بما يختارونه هم من أدب أو شعر أو موضوعات عامة ، كلُّ
على قدر جهده ووسعه وميوله .

ونؤكد أنه مع الاعتماد على السماع والتدريب على التحدث بالفصحى ،
فلا بد أن يصاحب ذلك دراسة قواعد اللغة العربية ، نحوها وصرفها وبيانها ،
بأسلوب مشوّق سهل ، ليمتدَّ هذا العمل في مراحل الطفولة كلها . ولا ننسى
قول عمر رضي الله عنه : " تعلّموا النحو كما تعلمون السنن والفرائض " ،
وقوله : " تعلموا إعراب القرآن كما تعلمون حفظه " ولا ننسى قول أبي عمرو بن
العلاء : " لعلمُ العربية هو الدين نفسه " . ويزداد تعليم القواعد بأسلوب
مشوق مع نمو الطفل ونمو مداركه .

وفي مرحلة مناسبة يشجّع الطفل على المطالعة الذاتية من كتب تناسب
سنه مثل القصص والسيرة النبوية ، والشعر ، والخطب ، وغير ذلك .

ومن الوسائل المشوّقة للطفل استخدام الصور الملوّنة ، والرسوم
الجميلة ، والأناشيد المفيدة ، والمرح يتخلل النشاط كله .

ويجب الحرص على إبعاد المصادر المفسدة ، وإحاطة الطفل بالجو الطاهر
المشرق الذي يرعى فطرته ويغذيها بكل ما هو مفيد ، حتى تظل الفطرة عاملاً
رئيساً مساعداً في عملية التربية والبناء
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://maalllh.yoo7.com
 
كيف ننمى تذوق الطفل للغة العربية ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كن مع الله ولا تبالى :: الصوتيات و المرئيات الاسلاميه :: الطفل المسلم-
انتقل الى: