كن مع الله ولا تبالى
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك
كن مع الله ولا تبالى
سيد الاستغفار

عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .


كشفت أنظمة المنتدى أنك غير مسجل لدينا فأهلا وسهلا بك معنا و تفضل بتصفح المنتدى و إن شاء الله ينال إعجابك و لا تحرمنا حينها من تسجيلك معنا و مشاركاتك و إفادتنا بخبرتك
كن مع الله ولا تبالى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اهلا وسهلا بكـ , لديك: 3 مساهمة .
آخر زيارة لك كانت في : .
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
https://i.servimg.com/u/f57/14/13/54/10/ououo_10.jpg

 

 اللغة العربية بين مكائد أعدائها وانهزام أبنائها ! الجزء الأخير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المرابط

avatar


عدد المساهمات : 3
22/04/2010
العمر : 56

اللغة العربية بين مكائد أعدائها وانهزام أبنائها ! الجزء الأخير Empty
مُساهمةموضوع: اللغة العربية بين مكائد أعدائها وانهزام أبنائها ! الجزء الأخير   اللغة العربية بين مكائد أعدائها وانهزام أبنائها ! الجزء الأخير Emptyالسبت 24 أبريل - 20:42

...ومن ذالك قول أحدهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيسأله:أمن أمبر امصيام في أمسفر؟ يريد أن يقول: هل من البر الصيام في السفر؟

وهذيل كانت تقلب الحاء في كثير من الكلمات عينا، فكانوا يقولون أعلَّ الله العلال بدلا من أحل الله الحلال...وهكذا دواليك...

فقد كانت كل قبيلة تختلف في النطق عن الأخرى بوجوه من الاختلافات كثيرة، حتى باعد ذالك بين ألسنة العرب وأوشك أن يحول اللغة الواحدة إلى لغات عدة متجافية لا يتفاهم أهلها ولا يتقارب أصلها.

ولقد بلغ من تخالف هذه اللهجات وتباعدها، أن كثيرا من وفود هذه القبائل التي أخذت تفد في صدر الإسلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يلقون كلمات وخطب لا يكاد يفهمها القرشيون من أصحابه عليه الصلاة والسلام ولقد قال علي رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سمعه يخاطب بني نهد:

يا رسول الله، نحن بنو أب واحد، ونراك تكلم وفود العرب بما لم نفهم أكثره! .. فقال عليه الصلاة والسلام :" أدبني ربي فأحسن تأديبي"(250)

فلما نزل القرآن، وتسامعت به العرب، وائتلفت عليه قلوبهم، أخذت هذه اللهجات بالتقارب(251) وبدأ مظاهر ما بينها من خلاف تضمحل وتذوب، حتى تلاقت تلك اللهجات كلها في لهجة عربية واحدة ، هي اللهجة القرشية التي نزل بها القرآن وأخذت ألسنة العرب على اختلافهم وتباعد قبائلهم تنطبع بطابع هذه للغة القرآنية الجديدة. فكان ذالك سر هذا الشريان السحري العجيب الذي امتد في أجلها، فاستصلبت وقويت بعد تفكك واتحدت بعد تناثر، ثم مرت على مصرع أعظم لغة عالمية شاملة هي (اللاتينية) بينما تغلي هي حيوية وقوة وإشراقا.

فكيف تمكن مع ذالك دراسة شيء من أدب هذه اللغة دون دراسة روحها التي تعيش بها وشريانها الذي يمتد فيها وينشأ من أجله.!؟

السبب الثالث: أن البلاغة والبيان وجمال الكلمة والتعبير ـ كل ذالك كان قبل عصر القرآن ـ أسماء لا تكاد تنحط على معنى واضح متفق عليه.

وإنما بلاغة كل جماعة أو قبيلة ما تستسيغه وتتذوقه، ولذالك كانت المنافسات البلاغية تقوم فيما بينهم وتشتد ثم تهدأ وتتبدد، دون أن تنتهي بهم إلى نتيجة، إذ لم يكن أمامهم مثل: أعلى يطمحون إليه ولا صراط واحد يجتمعون عليه، ولم يكن للبلاغة العربية معنى إلا هذا الذي يصدرون هم عنه من كلام في الشعر والنثر، وهم إنما يذهبون في ذالك طرائق قددا، ويتفرقون منه في أودية متباعدة يهيمون فيها. وهيهات لو استمر الأمر على ذالك، أن توجد للبلاغة والبيان العربي حقيقة تدرك أو قواعد تدرس، أو قوالب أدبية تهذب العربية وتحافظ عليها.

فلما تنزل القرآن ، والتفتوا إليه فدهشوا لبيانه، سجدوا لبلاغته وسمو تعبيره، وأجمعوا على اختلاف أذواقهم ومسالكهم ولهجاتهم أن هذا هو البيان الذي لا يجارى ولا يرقى إليه النقد ـ كان ذالك إيذانا بميلاد مثلهم الأعلى ـ فيما ظلوا يختلفون فيه ويتفرقون عليه، وأصبحت بلاغة هذا الكتاب العزيز هي الوحدة القياسية التي تقاس إليها بلاغة كل نص وجمال كل تعبير، ثم تعاقبت الدراسات عليه من أرباب هذا الشأن وعلمائه، فاستخرجوا منه قواعد البلاغة ومقومات البيان ومسالك الإعجاز فكانت هذه العلوم البلاغية التي امتلأت بها المكتبة العربية، وأصبحت فنا مستقلا بذاته.

ولولا القرآن لما عرف هذا الفن ولا استقامت تلك الأصول والقواعد، ولتبدد المثل البلاغي الأعلى في أخيلة فصحاء العرب وشعرائهم.. فكيف يستقيم مع ذالك، أن يدرس هذا الفن وأصوله بمنأى عن مثله الأعلى ومصدره العظيم الأول ؟.وهذا ما يؤكده ابن خلدون بقوله:

" اعلم أن ثمرة هذا الفن (أي البيان)إنما هو فهم إعجاز القرآن ".(252)

السبب الرابع: أن متن هذه اللغة ، كان مليئا قبل عصر القرآن بالكلمات الحوشية الثقيلة على السمع المتجافية عن الطبع. ولو ذهبت تتأمل فيما وصل إلينا من قطع النثر أو الشعر الجاهلي، لرأيت الكثير منها محشوا بهذه الكلمات التي وصفت وإن كنت لا تجد ذالك إلا نادرا في لغة قريش.

ويستدل البوطي على هذا بقطعة من نص نثري كنموذج لكلامهم في الجاهلية أو كلام الأعراب الذين أدركوا الإسلام ولكن ألسنتهم ظلت على ما انطبعت عليه في نشأة الجاهلية وهي كلمات قالها أعرابي .. يستجدي مالا؛

(أما بعد فإني امرؤ من الملٌطاط الشرقي المُواصي أسياف تهامة، عكفت علينا سنون مُوحٌش، فأجٌنًبت الُذُرى وهمشت العُرى وجَمشَت النجم وأعجًت ألبهم، وهمًت الشحم،

والتًحبت اللحم و أحٌجًنت العظم ، وغادرت التراب مورا، والماء غورا، والناس أوزاعا و الضًهيل جَراعًا، والمقام ًجعٌجاعًا، فخرجتُ لا أتلفَّع بوصيدة.، ولا أتقًوت بمهيدة، فالَبخَصات وقعة والركبات َزلَعة، والجسم مُسَلٌهمٌ،والنظر مُدٌرَهمٌ، فهل من آمر بَمٌبر أو داع بخير" (253)

فلما تنزل القرآن، وأقبلت إليه الآذان، أخذت هذه الكلمات الجافية تختفي عن ألسنة العرب رويدا رويدا، وأصبح متن اللغة العربية كله مطبوعا بالطابع القرآني، ونما ذوق عربي في نفوس العرب أنبته لديهم القرآن وأسلوبه.

ومرد ذالك إلى أن كلمات هذا الكتاب المبين، رغم أنها كانت عربية لم تتجاوز حدود هذه اللغة وقاموسها، تمتاز في صياغتها وموقع كل منها مما قبلها وبعدها بجرس مطرب في الأذن لم يكن للعرب عهد به من قبل، هذا إلى أن كثيرا من الاشتقاقات والصيغ الواردة فيه، تكاد تكون جديدة في النطق العربي، وهي مع ذالك تحي بمعناها إلى الفطرة والطبع، قبل أن يهتدي السمع إليها بالمعرفة والدروس. فكان من أثر ذالك أن انصرفت الأذواق إلى الاستفادة من كلماته والجديد من صياغته، وهجرت تدريجيا ما استثقل وغلظ من الألفاظ والتراكيب".

وبمقارنة بسيطة بين نص أدبي من العصر الجاهلي وآخر من العصر الإسلامي يتضح لك دور البلاغة القرآنية في كل من الأسلوب والجمل والكلمات.

وكان للإسلام فضله على اللغة العربية أيضا بالإضافة إلى هذا كله في اشتراطه للتعبد بها. مما جعل الملايين من الشعوب الإسلامية حتى غير العربية تحاول أن تتعلم اللغة العربية, ولو بالقدر اليسير الذي يمكنها من قراءة الدعوات وبعض السور القصار من القرآن الكريم، وهذه الشعوب إن لم تجد اللغة العربية، فهي دائمة التشوق إليها من غيرها.. " فقد انتشرت في آسيا، وإفريقيا، وأوروبا، واقتبست لغات عدة نسبة عالية من مفرداتها، ولم يقف انتشارها عند ذالك الحد، بل إنها تزدهر اليوم في معظم بلدان العالم من خلال انتشار الإسلام فيها، وتطلع المسلمين إلى تعلم لغة القرآن الكريم، ليعرفوا دينهم ويتفقهوا فيه "(254)

ولقد تقدم أن جميع المحاولات التي كانت تدار للقضاء على لغة القرآن باءت بالفشل الذريع، وتحطمت كل مساعيهم على صخرته الصلبة حيث بقيت لغة كلام الله (255) وذالك كله راجع إلى كونها لغة القرآن ليس إلا. فقد حوربت من أعدائها لهذا السبب، وحوفظ عليها من أبنائها لنفس السبب أيضا لأنها لغة كلام الله، ولغة تأدية الشعائر الدينية، ولغة أهل الجنة.

ولعل هذا ما دفع بشيخ الإسلام ابن تيمية إلى القول بوجوب تعلم العربية على كل مسلم اعتمادا على قاعدة مفادها أن معرفة الإسلام مرتبطة بمعرفة اللغة العربية، وعليه فمعرفتها واجبة على كل مسلم بحجة أن مالا يتم الواجب إلا به يعتبر واجبا.

فمن هذا المنطلق ـ إذن ـ يجب أن يلتقي الناطقون بالعربية وغير الناطقين بها من المسلمين في جميع أقطار العالم.

فالإسلام إذن هو الذي أخرج العربية من جزيرتها لتنتشر في أقطار العالم العربي، الإسلامي، وجعل عباقرة الشعوب الإسلامية ينتجون الآثار الأدبية والفكرية الخالدة باللغة العربية ( في زمن قصير) وما كتب الرازي، وابن سينا والفارابي، والغزالي، والبيروني، وسيبويه، والطبري، والبخاري، إلا أمثلة على ذالك.

إذن نخلص إلى أن عالمية اللغة العربية مستمدة من عالمية الإسلام وقدسيتها مستمدة من قدسية كتاب الله ولا أدل على ذالك من الشعوب الإسلامية التي تبنت العربية بعد إسلامها وأتقنت هذه اللغة وأنجبت أمراء البيان فيها.. وقد كانت من قبل شعوبا مختلفة اللسان من بابلية, وفينيقية, وقبطية ,وسواحيلية، وأمازيقية..

مما سبق يتضح لنا أن كل دساتير الأرض حاضرا ومستقبلا قابلة للتغيير والزوال، وكل الأنظمة السياسية يمكن أن تتبدل رأسا على عقب، ولكن مالا يمكن أن يتغير أبدا هو كلام الله ودستور السماء وطالما أن كلام الله أبدي فالعربية أبدية ملازمة له حيث ما سطع نوره على البلاد التي دخلها.. وإذا استطاع بعض الساسة في البلاد الإسلامية نتيجة الغزو اللغوي المبكر في هذا القرن أن يغيروا حروف لغاتهم، وينظفوها من الألفاظ العربية، ويستبدلوها بحروف لاتينية وألفاظ أوربية فإن القرآن في هذه البلاد (256) ما يزال يرتل بلسان عربي مبين ويكتب بحروفه العربية الأصلية، شأنه في ذالك شأن جميع البلاد الإسلامية في كل أقطار العالم، كما أن انتشار الإسلام في الوقت الحاضر في أي بلد من العالم أدى ويؤدى بكيفية تلقائية إلى انتشار مؤسسات التعليم للغة العربية سواء في إفريقيا أو أوروبا أو أمريكا، وحتى الصين الشعبية في المدة الأخيرة فإنها ما أعادت حكومتها الاعتبار إلى الإسلام حتى سمحت بفتح المدارس والمعاهد بجوار المساجد لتعليم اللغة العربية والفقه الإسلامي لأبناء المسلمين وهذا ما يؤكد سر بقاء اللغة العربية ....

ولا يمكن أن يحفظ القرآن ويفهم وبالتالي يفهم الإسلام وينتشر ويسود بغير لغته الأصلية التي نزل بها والتي وصفت في آيات منه:

﴿وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه﴾(257)، ﴿لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين﴾(258)، ﴿إنا جعلناه قرآنا عربيا ﴾(259).

إذن فالقرآن كله عربي ولو اشتمل على غير اللغة العربية لكان مخالفا لهذه الآيات، ويكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد أرسل بغير لسان قومه، والقرآن يطلق على مجموعه وعلى جزء منه، فلو كان جزء منه غير عربي لما كان من القرآن، وأيضا فإن الله تعالى يقول:

﴿ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته﴾(260) فنفي أن يكون أعجميا(261).

وأما اشتمال القرآن على ألفاظ مأخوذة من اللغات الأخرى كاشتماله على لفظ "المشكاة" وهي لفظة هندية وقيل حبشية وهي الكوة، وعلى لفظ "القسطاس" وهي رومية ومعناها الميزان، وعلى لفظ الإستبرق" ومعناها الديباج الغليظ، وعلى لفظ (سجيل) ومعناها الحجر من الطين وهما لفظتان فارسيتان فإنه لا يكون بذالك مشتملا على كلمات غير عربية لأن هذه الألفاظ قد عربت فصارت معربة، فهو مشتمل على ألفاظ معربة لا على ألفاظ غير عربية. واللفظ المعرب عربي. كاللفظ الذي وضعته العرب سواء بسواء. والشعر الجاهلي قد اشتمل على ألفاظ من قبيل أن ينزل القرآن مثل كلمة (السجنجل) بمعنى المرآة في شعر امرئ ألقيس وغيرها من الكلمات عند كثير من شعراء الجاهلية. والعرب كانوا يعتبرون اللفظة المعربة عربية كاللفظة التي وضعوها سواء بسواء.

فالتعريب هو صوغ لكلمة الأعجمية صياغة جديدة بالوزن والحروف حتى تصبح لفظة عربية في وزنها وحروفها.

فهذا القرآن إذن أنزل بلسان عربي مبين ولا مجال إلى فهمه إلا من حيث يفهم الكلام العربي فأساليبه عربية، ومفرداته عربية، وألفاظه عربية.

وهذا ما عبر عنه أبو إسحاق ألشاطبي بقوله:" إن هذه الشريعة المباركة عربية، والله تبارك وتعالى صرح بأن الحكم في الإسلام حكم عربي، كما قال تعالى في سورة الرعد:

﴿ وكذالك أنزلناه حكما عربيا﴾(262) ومعنى هذا أنه حكم نزل بلغة العرب ويجب أن لا يحاول فهمه إلا من حيث يفهم كلام العرب بدلالات كلام العرب.

ومن الجهل وقصر النظر أن يكون قصدنا من هذا الكلام المصطلحات المستحدثة في هذا العصر كعلاقة اللغة بالجنسية أو القومية ودعاوي الفصل ما هو قومي عربي وما هو مسلم لا قومي.على اعتبار أن اللغة مسألة قومية والدين رسالة سماوية تهم كل الذين يدينون به، بقطع النظر عن جنسياتهم وقومياتهم في سائر أقطار الدنيا، وبدت هذه الحجة كافية ـ ظاهريا ـ لبعض المتربصين بوحدة الأمة الإسلامية (263) كي يدقوا إسفين الخلاف والتعارض بين الإسلام ولغة القرآن، أو بين الناطقين بالعربية وغير الناطقين بها من المسلمين.

ويفند الدكتور أحمد بن نعمان هذه الحجة من خلال النقاط التالية:

1 ـ إن اللغة ـ بالفعل ـ هي أكثر ارتباطا بالقومية من الدين بصفة عامة ومن الإسلام بصفة أخص لأنه دين للبشرية قاطبة كما هو معلوم، وأن الدين واحد، بينما لغات العالم متعددة، ولكن هذا الأمر إذا كان صحيحا بالنسبة للغات الأخرى، فإنه غير صحيح مع اللغة العربية بالذات، لأنها مرتبطة بالإسلام ارتباطا عضويا" كما أسلفنا

2 ـ إن هذا الوضع المتميز للغة العربية جعلها ذات وظيفة مزدوجة سيرتها بالمنظور القومي (ألائكي) لغة قومية للعرب وحدهم، لكنها بالمنظور الديني الإسلامي لغة قومية لسائر المسلمين. بقطع النظر عن جنسياتهم السياسية " إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون"(264)

ولا وحدة ثقافية حقيقية لأي أمة بدون وحدة حقيقية في دينها ولسانها.

3 ـ الانتماء القومي لأي شعب في الدنيا لا يرجع إلى كون هذا الشعب منحدرا بالضرورة من عنصر أو عرق واحد، وإنما يرجع إلى الانتماء أو الاندماج الإرادي لهذا الشعب في الثقافة المتبناة، ولا دخل في هذه المسألة لخرافة السلالة والعرق التي أبطلها العلم فضلا عن الدين الإسلامي بالذات، الذي نهي عنه عن حمية الجاهلية الأولى.

4 ـ إن أكثر من 90% من أفراد المجتمع العربي الحالي، أي المجتمع الإسلامي الناطق بالعربية هم خارج الجزيرة العربية، وبالتالي فهم مسلمون قبل أن يكونوا عربا.

وبعبارة أخرى فهم عرب لأنهم مسلمون وليسوا مسلمين لأنهم عرب، ولا عروبة ـ عندهم ـ بدون إسلام؛ أي ما كان للعالم العربي الحالي ولا للحضارة الإسلامية المعروفة في الشرق والغرب أن يوجدا لولا أمثال عقبة بن نافع، وموسى بن نصير، وطارق بن زياد، وعبد الرحمن بن رستم، ويوسف بن تاشفين، وابن تومرت.. وغيرهم من الذين عربهم الإسلام فأوجدوا ما يعرف اليوم بالعالم العربي، وبعبارة أخرى أدق العالم الإسلامي الناطق بالعربية(265).

لقد أوردنا هذه الفقرة لنبين مدى تهافت الأفكار القومية الناتجة عن الغزوات الفكرية المدمرة والتي تظهر في آلاف الكتب والدراسات العربية. فزيادة على محاربة الإسلام باسم القومية (للائكية) لدى بعض العرب غير المسلمين, فإنك تلاحظ أيضا محاربة العربية ظاهريا باسم الإسلام، وباطنيا باسم النعرات العرقية والنزعات القومية، والسياسات..التي ظهرت كإحدى بواكر الغزو الفكري والثقافي لوحدة المجتمع الإسلامي. ومن غير المعقول أسلمة من يكره اللغة العربية ويحاربها حتى وإن تخفى وراء الشعارات المعروفة نحن مسلمون وكفى، ونحن عرب ولا يهم أن نكون يهود أو نصارى أو مسلمين.

والمخرج الوحيد لتفادي هذا الغزو الانشطاري المدمر لوحدة الأمة الإسلامية يمكن بوحدة اللغة إلى جانب وحدة الدين. ولذالك يجب أن توضع هذه اللغة فوق مستوى القوميات شأنها شأن كتابها المقدس القرآن الكريم.(266)

وإذا كان بلدي موريتانيا معقل اللغة العربية والعلوم الإسلامية قد أفاقت أخيرا بعد سبات عميق بتخصيص يوم للغة العربية تحت اسم اليوم الوطني للغة العربية على غرار توصيات الدول العربية بعد مناشدة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم فما ذاك إلا أننا أصبحنا محكومين للافرانكفونبة من الإدارة والتوظيف إلى التعليم والمناهج من ذالك مشروع إصلاح التعليم المفترض الذي يبدوا أنه أصبح واقع, فمن المعروف أن الطالب أكثر ما يشده إلى المواد هو الضارب, فمنذ عقود وضارب التربية الإسلامية هو:2. وقد أصبح قي الإصلاح الجديد:1. بعد أن أدخلوا مادة التربية المدنية. والسؤال الذي يطرح نفس لماذا أخذوا من ضارب التربية الإسلامية دون غيرها من المواد؟ ولماذا تكون هذه السنة آخر سنة بالنسبة لباكلوريا العلمية والرياضية الشعبة العربية بالنسبة لتعليم الثانوي. والسنة الأولى والثانية, الشعبة العربية بالنسبة لتعليم العالي بكلية العلوم والتقنيات جامعة أنواكشوط.. ناهيك عن تهميشها وجعلها لغة ثانية عمليا, وبهذا تحكم لفرانكفونية قبضتها على التعليم في ظل غياب المثقف وانصهار شرائح المجتمع الأخرى في بوتقة السياسة من أجل منافع معينة باتت معروفة للجميع..

وقد تكون إعادة الثقة للغة العربية حسب رأي في موريتانيا (بلاد شنقيط) أبسط من غيرها من الدول الأخرى فما على الدولة إذا كانت جادة في مسعاها إلا أن تفعل مادة الدستور التي تنص علي أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية وما يندرج حول هذا القانون بالتعامل به في الإدارة والتوظيف والتخاطب الرسمي....الخ

ثم إعطاء ضارب للغة العربية والتربية الإسلامية وتدريس المواد العلمية بها ونحن هنا لا نسحب البساط من الإصلاح المفترض, كلا, فهو يبقى خيار الأمم والشعوب لكن ما بحمل على الريبة هو لماذا لفرانكفونية بالذات لماذا لا تكون الانجليزية مثلا؟ أو الصينية؟ ومن الواضح لغير لعميان ما يعانيه التعليم لفرانكفوني نفسه في عقر داره..

ويمكننا أن نقول في ضوء هذا كله، إن العيب في أبناء اللغة وليس في اللغة، وإن التنمية اللغوية مرهونة بالجهد الذي يبذله هؤلاء الأبناء في الواقع وبين الناس....

فهل يستفيق الأبناء الجدد بعد انهزامهم ويدافعوا عن لغتهم التي هي لسان دينهم وعنوان هويتهم الثقافية ورمز سيادتهم الحضارية ويستلهمون تضحيات الخلف الذين حافظوا على لغة الضاد بسبب أنها لغة القرآن ولغة تأدية الشعائر الدينية بعد ما حوربت من أعدائها لنفس السبب.!!



(*): المقال مأخوذ من فقرات مختارة من كتابنا دين الفطرة: استنطاق الرياضيات والفيزياء بلغة إنسانية, تقديم: الأستاذ الدكتور محمد المختار ولد أباه, الدكتور الداه ولد ممون أستاذ الفيزياء بكلية العلوم والتقنيات جامعة نواكشوط , الطبعة الأولي مجمع الفقه الهندي دلهي سنة 2009 م.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اللغة العربية بين مكائد أعدائها وانهزام أبنائها ! الجزء الأخير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اللغة الغربية بين مكائد أعدائها وانهزام أبنائها!
» غربة اللغة العربية بين أبنائها
» اللغة العربية أصل اللغات
» من غرائب اللغة العربية
» براعة اللغة العربية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كن مع الله ولا تبالى :: إسلاميات رائعة :: الــحــوار الــعــام الإســلامــى-
انتقل الى: