https://www.youtube.com/watch?v=b9AIudEUMhg
غلا : ألا يكفي كل هذا الوقت لشراء احتياجاتكما يا علا ومها؟
مها : انظري خلفك يا علا, إلي بذلك السوار الخماسي .
غلا : ماذا ؟ أخماسي وسداسي ؟ هل هو مصدر ؟
مها : بل سوار جميل وخاتم ، إن شئت جعلته سواراً مع خاتمه , وإن شئت حولته إلى سبحة لذكر الله .
علا : وكيف ذلك ؟
غلا : انظري , هو الآن سوار, ويمكنني نزع قطعة الزينة .
غلا : لا تفسدي السوار حتى لا يجب عليك دفع ثمنه.
مها : أنا رايتها مرات ومرات .
غلا : هنيئا لك , اللهم لا حسد ، فالحمد لله أنك لست مثلي مشغولة بالمصدر الخماسي والسداسي .
مها : أولًا لا تظني أن أمرك لا يهمني ، ولكن ذلك لا يعني الحزن والهم والغم ، ولذا أنا أصررت على مصاحبتك لنا إلى السوق ، وأبشرك منذ أسبوع وأنا أفكر واستجمع أحاول التذكر حتى استجمعت القصة التي روتها لنا معلمتنا عن المصادر الخماسية والسداسية .
غلا : حقا يا أعز أخت ؟ لنسرع إلى المنزل لسماعها .
كان عبد الله يعلو سفينته على البحر ، ثم هاجت به عاصفة قوية , فأخذ يردد : اللهم إني أسألك خيرها وأستعيذك من شرها...
وقبل إكمال الدعاء وجد نفسه في قاع الماء, وإذا برجل يمتطي فرس بحر فقال له : مرحبا بك , تبدو غريباً ؟!
عبد الله : أجل , فأنا عبد الله وهاجت بي الرياح , وأشعر بالجوع الشديد لدرجة الهلاك .
الرجل : وأنا أيضا اسمي عبد الله , وإن أردت طعاماً فسأصطحبك إلى مطعم الميزان ذلك ، واذكر له فعلا خماسيا أو سداسيا وسيعطيك مصدرا تشتري به ما شئت ، ثم من اليوم أنت عبد الله البري وأنا عبد الله البحري .
عبد الله البري : أأذكر له أي فعل خماسي أو سداسي ؟
عبد الله البحري : نعم, لأنها كلها قياسية , وسيعطيك مصدرا تشتري به ما شئت من طعام أو غيره .
**وفي مطعم الميزان**
عبد الله البري : السلام عليكم .
البائع : وعليكم السلام .
عبد الله البري : ابتعد الغريب عن أهله .
البائع : سأضعه في الميزان , إلي بالساطور يا غلام لكسر ثالث المصدر و إلي بألف لأضعها قبل الآخر، تفضل : ابتعاد الغريب يزيده خبرة .
عبد الله البري : بورك لك ، والآن إلي بالطعام .
البائع : ولك , والآن دورك أيتها الطفلة .
الطفلة : احترم الصغير الكبير, أريد مصدر الفعل احترم .
البائع : أين الساطور الذي كان هنا لكسر ثالث المصدر ؟
الطفلة : لمَ تكسر ثالثة ؟ أتركه دون كسر .
البائع : لابد من كسر الثالث وتضاف له ألف , وإلا لن يقبله الميزان , فميزاننا حساس .
الطفلة في سرور : لا بأس إذا كنت ستضيف الألف فشيء مقابل شيء .
البائع : احترام الصغير للكبير دليل على أدب الصغير .
مشتري : أريد مصدر استمع كما في جملة استمع إلى آراء الكبار .
البائع : حسناً يا فتى هذا الساطور كسرنا ثالث المصدر , وأضفنا ألف قبل الآخر مع إبقاء الفعل على وزن الماضي ، الاستماع إلى آراء الكبار يزيدك حكمة , إلي بفعلك يا أختاه .
الأخت : اعتني بذي الحاجة .
البائع : نضع الفعل في الميزان لاستخراج المصدر ، أبقيناه على صورة الماضي , هذا الساطور لكسر ثالثة وهنا أضفنا الألف قبل الآخر ، لكن الميزان ليس على ما يرام .
الأخت : ما بال الفعل أيها البائع ؟
البائع : سأنظر مرة أخرى ليكون الميزان دقيق وإلا رددت لك فعلك ، آآآه تذكرت آخر الفعل ألف ولابد من قلبها إلى همزة ، اعتنائك بي الحاجة دليل على رقة قلبك وخشيتك لله ، مرحباً بك أيها الشيخ ، إلي بهذا الفعل الخماسي الذي أثقل كاهلك لأعطيك مصدره .
الشيخ : اشمئز من الكذب .
البائع : هذا الساطور كسرنا ثالث المصدر بعد وضعه في الميزان , وهذه ألف أضفناها قبل الآخر فأصبح الاشمئزاز من الكذب صفة حسنة ، لكن المصدر أصبح ثقيلا .
البائع ينادي : يا غلام احمل هذا المصدر واصحب شيخنا إلى داره ومصدره الآخر .
الشيخ بصوت متقطع : بورك لك أيها البائع .
البائع لأحد الزبائن : مرحباً بك أيها الرجل .
الرجل : لدي ثلاثة أفعال أريد مصادرها تجنب المؤمن الكذب ، تقرب العبد من ربه ، تشاور الأب مع أبنائه .
البائع : هذه جميعها أفعال خماسية مبدوءة بتاء ، أين المطرقة ؟ سأطرق ما قبل الآخر لأجعلها مضمومة ، والآن تفضل : اجتناب الكذب صفة حسنة ، والتقرب إلى الله يورث سعادة الدارين ، وأخيراً تشاور الأب مع الأبناء يقارب بينهم .
عبد الله البري : كم تعجبني دقة هذا البائع في وزنه للمصادر ، حقا ولا تخسروا الميزان ، ولكني اشتقت إلى وطني وتتماوج في صدري قصيدة حسن الزهراني , وأتذكر من معانيها أن قصيدته عاجزة عن التعبير عن حب الوطن ، ويصف نفسه متواضعاً أنه ليس بالشاعر البليغ .
البائع : أول ما يفتح عينه على نور وطنه ويتلقا حبه صغيرا كشربه للبن وهو رضيع , وهو جزء لا يجزأ منه , يعطف عليه كعطف الأب حيث حبه كالروح في الجسم .
عبد الله البري : لقد ذكر الشاعر هذه المعاني الرائعة في قصيدته .
عبد الله البحري : حب الوطن شيء ملازم للإنسان نهاره وليله , ففي النهار عند الاستيقاظ حب الوطن كالشمس المنتشرة ، وعند النوم نحلم بحبه كالبدر يمدنا بنور وسنه الأخاذ .
عبد الله البري : كأنك تردد أبيات الشاعر .
عبد الله البحري : كلنا نشعر بتلك المشاعر إلا أن الشاعر يستطيع إبرازها في قصيدته , ونحن لا نرقى إلى تلك الموهبة ، ثم أن هذا الوطن تحن وتشتاق إليه كل القلوب ؛ لأنه الوطن الذي ينتشر منه نور الحق على مر الأيام .
عبد الله البري : لقد كان وطننا ممزق فأتانا ذلك الرجل كالصقر في قوته , كالأب في حنوه مضمناً عطفاً ورحمة ، نشر العدل والخير ورد كيد الكائدين وجعل الدستور وفق الشرع ، فعم الأمن في جميع أنحاء البلاد .
عبد الله البحري : من سار على النهج القويم لا يخشى لأن المولى لن يخذله .
https://www.youtube.com/watch?v=b9AIudEUMhg