مسلسل رحلة مع البلبل 3 م - الحلقة الخامسة - نعم الصالح

https://www.youtube.com/watch?gl=SA&v=b9AIudEUMhg



عبد الله البري : انظر أيها البائع ، لتستمع إلى الأسماك الصغيرة فلربما أنت أكثر صبراً لتفهم الخبر منها ، أما أنا سأستمع إلى الكبيرة فلا شك أن هناك خبر في قاع البحر .
البائع وعبد الله البحري : لا حول ولا قوة إلا بالله ...
عبد الله البري : ما الخطب ؟!
البائع : أيها الغلام لتقف في مكاني وسأذهب .
عبد الله البري : أرجوك أيها الغلام أخبرني ما الأمر ؟
الغلام : تقول الأسماك صغيرها وكبيرها وعلى اختلاف لغاتها أن المصدر المؤول الشاب الصالح مريض مرضًا شديدًا .
عبد الله البحري : المصدر المؤول نعم الرجل , فهو يكفل أخته (أن المصدرية) و زوجها (المضارع) إثر إصابته بشلل نصفي .
عبد الله البري : المضارع مصاب بشلل نصفي ؟!
الغلام : كان هو الآخر وأعني المضارع يعمل كثيراً فيكسب عمله بيده , يقوم بواجبات عمله , فيؤدي أعمالًا كثيرةً ويساعد الجميع ، إلا أنه كان يستعجل عن أذكار الصباح والمساء وفجأة جلس مشلولاً ، ربما ألمت به عين لأنه لعجلته عن الأذكار كما كانت تقول أخته الجملة الفعلية رحمها الله .

عبد الله البري : كل من عليها فان .
الغلام : والآن المصدر المؤول يكفلهما .
عبد الله البري : من هما ؟
الغلام : إن المصدرية وزوجها المضارع ، وكذلك على أخته (إن) وابنيها اليتيمين اسمها وخبرها .
عبد الله البري : هكذا المواطن الصالح الذي يعم بنفعه الآخرين .
الغلام : ومع أن من المعرضين من قال له : أتنفق على هذا الرجل القوي ؟ فما كان من المصدر المؤول إلا أن يرد : أنا لم أنفق عليه إلا بعد مرضه , ثم إن ذكرتم أقاربه فلو أواه أقاربه لما كان في حاجة إلي أيحرم صلة أقاربه و يحرم ؟!
عبد الله البري : صدقت ما أبلغ كلامه .
الغلام : لا تجالسه إلا استفدت منه .
عبد الله البري : أرني الطريق فلا صبر عن رؤيته .
الغلام : أخشى عليك السير وحدك فسمك القرش موجود .
البائع : آه من الطريق وطوله , الحمد لله وعكة صحية قام منها بسلام بفضل الله ، وجدناه مع أخته إن المصدرية وزوجها المضارع في كلامه بقوله مبتسماً : أحب أن أقول لكم أني بخير ولله الحمد وأن أبشركم عن حالي ، وأخبركم أن صحتي على ما يرام .
وإن وابنيها (اسمها) و(خبرها) بقوله : ويسرني أن تهتموا بأمري ويعجبني سؤالكم عن حالي .

عبد الله البحري : آه ثم آه من طول الطريق , بعد مرضه زاد شبهه بابن عمه المصدر الصريح وقد أولت قوله : أريد أن أقول لكم أني بخير .
أريد أن أقول لكم أني بخير(في محل نصب مفعول به أقصد إن الناصبة وفعلها المضارع المنصوب وكذلك في محل معطوف عليه , أن أخبرك تأويلها إخباركم في محل معطوف عليه , وأن أبشركم تأويلها بشرتكم في محل معطوف عليه .
الغلام : لقد فهمت لقد فهمت ، وتأويل قوله : وإنه إن تهتموا بأمري (اهتمامكم) في محل نصب مفعول ثاني اقصد إن واسمها المنصوب وخبرها الذي في محل رفع ، ويعجبني سؤالكم في محل نصب مفعول به ثان .
عبد الله البري : وددت لو أني رأيت المصدر المؤول فهو كالكتاب الذي يفوح حكمة .
عبد الله البحري : الطريق طويل جداً ، ثم ما معنى كتاب ؟
عبد الله البري : ألا تعرف الكتاب؟!!
عبد الله البحري والبائع والغلام في آن واحد : لا لا، ونتمنى أن معرفته .
عبد الله البري : ربما لأنكم تسكنون في البحر والكتاب مصنوع من الورق ، حسناً هو يشبه ورق الشجر في ملمس أوراقه إلى حد ما , يخط فيه ما يخط من مختلف العلوم والمعارف والفنون ، إذا فتحته فكأنك مع شخص يجالسك يمكنك الوثوق به والاعتماد على ما أخبرك به , يؤنسك في وحدتك ، وهو مثل الوعاء المملوء بالعلم إن شئت ، وإن شئت كان أفصح من سحبان بن وائل ، وأن شئت سررت بطرائفه ، وإن شئت حزنت لمواعظه فهو كالبستان الذي تحمله في كمك وكروضة تحتضنها وأكثر أمناً من الجار لجاره وأنصف من الشريك وأحسن وألطف من الصديق معلما متواضعاً لا تعرف الملل معه .

الغلام في استعطاف : أرجوك أيها البائع أن تسمح لي بصحبة البري إلى الساحل لأرى الكتاب .
عبد الله البري في فرح : وهل يمكنني العودة إلى البر ؟! ولكن .. كيف للكتاب أن يدخل البحر ؟!
الغلام : لا عليك لا عليك ، تعال معي .
**وعلى الساحل**
عبد الله البري : تعال معي ، سأعطيك كتاباً مصنوعاً من مادة مقاومة للماء .
الغلام : لو خرجت من البحر سأموت ، ألقي بالكتاب إلى هنا في هذه المنطقة وسألتقطه .
عبد الله البري : حسنا ، أستودعك الله .
الغلام : في أمان الله .


https://www.youtube.com/watch?gl=SA&v=b9AIudEUMhg