الشيطان
المعنى
في لغة العرب مشتق من
(1) شَطَن إذا بعد، وشطنت داره أي بعدت؛ وبئر شطون أي بعيدة القعر. والشطن: الحبل؛ سمي لبعد طرفيه وامتداده، والنون أصلية في الكلمة،وعلى هذا شيطان على وزن فيعال.
فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر، وبعيد بفسقه عن كل خير،وانه بعيد عن رحمة الله
(2) شاط يشيط إذا هلك{ يشيط بقلب ابن آدم أي مال به وأهلكه}، وقيل شاط لأنه مخلوق من نار فالنون زائدة ، وعلى هذا شيطان على وزن فعلان.
(3) ومنهم من يقول: كلاهما صحيح في المعنى.
لكن الأول أصح، والدليل على ذلك
(1) قال سيبويه: العرب تقول تشيطن فلان إذا فَعَل فِعْل الشيطان وبذلك يكون أصل الكلمة شطن لثبوت النون وسقوط الألف فى تصريف الكلمة ولو كان من شاط لقالوا تشيط [فتسقط النون وتنقلب الالف ياء]
وفعلان لاتؤنث بالتاء والشيطان يؤنث بالتاء فنقول شيطانة.
(2) والشيطان مشتق من البعد على الصحيح ولهذا يسمون كل ما تمرد من جني وإنسي وحيوان شيطانًا، وذلك وفقًا لما يلى:ـ
(أ) قال الله تعالى: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا } [الأنعام: 112].
(ب) (6)وفي المسند عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أبا ذر، تعوّذ بالله من شياطين الإنس والجن "، فقلت: أو للإنس شياطين؟ قال نعم.[ولم أجده فى مسند أحمد ولكن وجدته فى إطراف المُسْنِد المعتَلِي بأطراف المسنَد الحنبلي لابن حجر العسقلاني رقم8058 /وفى كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال رقم 2126]
(ج)وفي صحيح مسلم عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب الأسود " . فقلت: يا رسول الله، ما بال الكلب الأسود من الأحمر والأصفر فقال: " الكلب الأسود شيطان ".
(د)وروى ابن كثير في التفسير بسنده أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه ركب برْذونًا[الجيد من الخيل] فجعل يتبخْتر به فجعل يضربه فلا يزداد إلا تبخترًا فنزل عنه وقال: ما حملتموني إلا على شيطان ما نزلت عنه حتى أنكرت نفسي
(وقال إسناده صحيح ) .
(4) وقد يطلق على كل قوةٍ ذميمةٍ في الإنسان قال عليه السلام الحسد شيطان والغضب شيطان وذلك لأنهما ينشآن عنه [ جاء فى غريب ألفاظ القآن للأصفهانى وهو موقوف على معاوية رضى الله عنه ولم أجده بهذا الفظ فى كتب الحديث ألا أنه قد يكون جزء من حديث { إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ) أخرجه أحمد 4/226، وأبو نعيم في الحلية 2/130؛ وأبو داود برقم 4784.وفي حديث آخر: (الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب) أخرجه أبو داود، ولا يصح، ورقمه 4903؛ وابن ماجه من حديث أنس بإسناد ضعيف 1/1408).]
الرّجيم
الأعراب
(الرجيم) نعت حقيقي للشيطان
وجملة الاستعاذة [المكونة من الفعل والفاعل والمتعلقات به] ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
المعنى
أصل الرجم: الرمي بالحجارة وتأتى بالقول أستعارة وأيضًا يستعار بها للتوهم والظن. ومن الرجم بالقول قول أبي إبراهيم لإبراهيم صلوات الله عليه: { لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لأرْجُمَنَّكَ } [سورة مريم: 46].
(أ) فعيل بمعنى مفعول أي: إنه مرجوم
أى مهان مطرود عن الخير كله، وقد يكون قِيل للشيطان رجيمٌ لأن الله جل ثناؤه طرَده من سَمواته، ورجمه بالشُّهب الثَّواقِب كما قال تعالى: { وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ } [الملك: 5]، وقال تعالى: { إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ * لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإ الأعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ * إِلا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ } [الصافات: 6 -10]، وقال تعالى: { وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ * إِلا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ } [الحجر: 16 -18]، إلى غير ذلك من الآيات.
(ب) وقيل: رجيم بمعنى فاعل أى راجم ؛ لأنه يرجم الناس بالوساوس والربائث والأول أشهر.
[وقد وصف الله الشيطان بالرجيم لُعلم الله الانسان أن الشيطان عصى الله بعلم به تعالى وأنه ليس بحسن ظن منه فى رحمة الله أو لغيرها من أسباب العصيان عند البشر وذلك ليمنع عنا حسن الظن به وأن الله قد يتوب عليه وأنه لنا من الناصحين ]